مقاومة الانسولين ورجيم الكيتو دايت بالتفصيل، من أفضل الأنظمة الغذائية في علاج حساسية هرمون الأنسولين

من السيئ جدًا أن تسمع أخبارًا بأنك تعاني من مقاومة الأنسولين، فهي حالة صحية تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، لكن الدراسات تبين أن نظام الكيتو دايت يمكن أن يساعد في علاج هذه المشكلة.

دعونا في هذا المقال نتعرف على مقاومة الأنسولين وما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها؟ وكيف يساعد النظام الغذائي الكيتوني في علاجها؟

هل سمعت عن وجود علاقة بين تناول أغذية تحتوي على كميات قليلة من الكربوهيدرات – كما هو الحال في الحمية الكيتونية – ومقاومة الأنسولين؟

قد تظن أن هذه العلاقة غريبةً إلى حدٍ ما، لكن تبين أن اتباع نظام غذائي يحتوي على القليل من الكربوهيدرات يمكن أن يعطي تأثيرًا إيجابيًا في خفض أعراض مقاومة الأنسولين.

تابع معنا قراءة هذا المقال لتفهم بالضبط ما الذي يعنيه مصطلح “مقاومة الأنسولين“. وما هي عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بهذه المشكلة الصحية؟

في البداية دعونا نشرح لك عن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث مقاومة الأنسولين في جسمك وكل الأغراض التي يمكن أن تنجم عنها.

اقرأ أيضاً >> اكلات نظام الكيتو دايت

ما المقصود بمقاومة الأنسولين؟

من الصعب جدًا أن نفهم ما الذي يعنيه مصطلح مقاومة الأنسولين (بالإنجليزية: insulin resistance) دون أن نعرف في البداية ما هو هرمون الأنسولين وما هو الدور الذي يؤديه في الجسم أولًا.

عندما تتناول الطعام، فإن الجهاز الهضمي لديك سيبدأ في تحليل هذا الطعام إلى مكونات بسيطة يمكن استخدامها في عمليات الهدم والبناء داخل الخلايا.

وإذا تناولت أطعمة تحتوي على كميات كبيرة من السكريات مثل المعكرونة أو عصير الفواكه والخبز الأبيض، فإن هذه الكربوهيدرات الموجودة في هذه الأطعمة سيتم تحليلها في الجهاز الهضمي إلى نوع أبسط من السكريات يعرف باسم “سكر الجلوكوز”، الذي يسهل امتصاصه واستخدامه من قبل خلايا الجسم.

المشكلة هي أن سكر الجلوكوز هو مصدر أساسي للطاقة في معظم الخلايا لكي تعمل بشكلٍ صحيح، وبعد تحليل الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي إلى سكر جلوكوز، يتم إطلاق هذا السكر أو تحويله إلى مجرى الدم حيث يقوم الدم بنقله إلى باقي أجزاء الجسم، وهذا ينتج عنه ارتفاع نسبة السكر في الدم.

في هذه اللحظة، يأتي الدور الرئيسي الذي يلعبه هرمون الأنسولين!

عندما يستشعر البنكرياس أن هناك ارتفاع في مستوى سكر الجلوكوز في الدم، فإنه سيبدأ بإنتاج هرمون الأنسولين الذي يعمل على تحقيق التوازن في نسبة السكر في الدم.

عند إفراز هرمون الأنسولين، يقوم هذا الهرمون بدفع سكر الجلوكوز إلى الدخول في الخلايا حيث يتم تخزينه هناك، هذا يعرف في علم الطب باسم “إشارة هرمون الأنسولين”.

وبعد أن تتلقى العضلات والخلايا إشارة هرمون الأنسولين هذه، فإنها تسحب مستويات كبيرة من سكر الجلوكوز مما يؤدي إلى انخفاض نسبته في الدم وعودته إلى النسبة الطبيعية.

عند معظم الناس، يعمل هرمون الأنسولين بشكلٍ جيد وفعال في موازنة نسبة السكر الكلي في الدم، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يحصل خلل يؤدي إلى أن خلايا الجسم تتوقف عن الاستجابة لإشارة هرمون الأنسولين ولا تقوم بتنفيذها، ويطلق على هذه الحالة اسم مقاومة الأنسولين.

تعتبر مقاومة الأنسولين حالة صحية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة وبشكل خاص مرض السكري من النوع الثاني.

قد يعجبك أيضاً >> جدول نظام كيتو دايت لمدة اسبوع

كيف تحدث مقاومة الأنسولين؟

عندما لا تستجيب الخلايا في الجسم لهرمون الأنسولين، فإنها تتوقف عن امتصاص أو سحب سكر الجلوكوز من الدم، مما يعني أن هذا السكر سيبقى في الدم.

وعندها سيستجيب البنكرياس أكثر فأكثر ويفرز كميات أعلى من هرمون الأنسولين بهدف علاج مشكلة ارتفاع السكر في الدم.

هذه الاستجابة من قبل البنكرياس يمكن أن تكون جيدة لفترة قصيرة فقط، وفي حال استمرت مستويات الكربوهيدرات في الدم مرتفعة لفترة طويلة، فإن البنكرياس يصبح غير قادر على إنتاج كمية كافية من الأنسولين للسيطرة على هذه المستويات.

ينتج عن هذا حدوث تلف دائم في خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين، وبالتالي موتها نتيجة لذلك، مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى درجة غير طبيعية.

عندما تكون نسبة السكر في الدم مرتفعة رغم وجود كميات كبيرة من هرمون الأنسولين، فان ذلك يعني أن خلايا الجسم لا تستجيب لإشارة هذا الهرمون.

وفي هذه الحالة، يطلق على الأطباء اسم مرض السكري من النوع الثاني على الأشخاص الذين يعانون منها، وسوف يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى تعاطي أدوية معينة بهدف تحسين استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين وعلاج مرض السكري من النوع الثاني.

في معظم الحالات، يقوم الأطباء بتشخيص إصابة المرضى بمرض السكري من النوع الثاني نتيجة المعلومات التي تشير إلى أنهم يعانون من مقاومة الأنسولين.

وغالبًا ما يقوم الأطباء في تحديد نوع العلاج المناسب حسب المدة التي استمرت فيها الشخص يعاني فيها من ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل عام بالإضافة إلى مستوى الأنسولين في الدم.

لماذا تعتبر مقاومة الأنسولين حالة خطيرة؟

يؤكد الأطباء والعلماء أن حالة مقاومة الأنسولين التي يعاني منها أي شخص هي إشارة إلى أن هذا الشخص قد يعاني في المستقبل من مرض السكري من النوع الثاني، خاصةً إذا لم يقم باتخاذ الإجراءات التي تساهم في الحد من مستويات السكر لديه من خلال اتباع نظام غذائي صحي وبعض التغيرات الصحية في نمط الحياة.

بالإضافة إلى ذلك، تبين بنتيجة العديد من الدراسات أن إصابة شخص بمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم، بالإضافة إلى حالة مقاومة الأنسولين، تكون مرتبطة بشكلٍ مباشر مع العديد من الحالات الطبية الخطيرة بما في ذلك:

  • ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المختلفة.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية.
  • مرض السرطان.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
  • مرض الزهايمر.
  • مرض النقرس.
  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • سرطان القولون والمستقيم.

تشكل هذه الحالات الطبية المذكورة أعلاه السبب الرئيسي لمعظم حالات الوفاة في العالم.

مقالة رائعة أيضاً! أقرأها الآن>> أخطاء شائعة في الكيتو دايت

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تطور مقاومة الأنسولين؟

بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن أكثر من 86 مليون مواطن أمريكي يعانون من مرض السكري أو حالة مقاومة الأنسولين.

كما تشير البيانات أيضا إلى أن حوالي 25 بالمئة من هؤلاء الأشخاص لا يدركون أنهم يعانون من هذه المشكلة.

يشير الأطباء إلى أن معظم الحالات التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وارتفاع مستوى السكر في الدم تكون ناتجة بشكل رئيسي عن تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والمشروبات السكرية.

بالإضافة إلى ذلك، تبين أن اتباع نمط حياة مستقر لا يتضمن الحركة وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات الجلوكوز إلى درجة يمكن أن تصبح عندها خطيرة.

أيضا، يمكن أن تحدث مقاومة الأنسولين أو تزداد حالتها خطورة في بعض الحالات بما في ذلك:

العمر

فعلى الرغم من أن مقاومة الأنسولين يمكن أن تصيب أي شخص في أي عمر، لكن تبين أن خطر حدوث هذه الحالة يزداد مع تقدم الشخص في العمر.

الأصل

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الأمريكيين من أصول هندية أو من جزر المحيط الهادئ أو سكان ألاسكا الأصليين أو الأمريكيين من أصلٍ أسيوي أو إسباني أو لاتيني أو إفريقي يكونون في خطر أكبر للمعاناة من هذه الحالة الصحية.

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

متلازمة تكيس المبايض يمكن أن تزيد من خطر تعرض النساء لمقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.

نتيجة لهذه الأسباب، من الضروري جدًا لأي شخص يعاني من عوامل الخطر المذكورة أعلاه أن يقوم بفحص عند الطبيب العام حيث يتم فيه قياس مستويات السكر في الدم كل عام.

كيف تعرف ما إذا كنت تعاني من مقاومة الأنسولين؟

لأن الجسم مصمم بشكلٍ رئيسي للمحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية بفضل هرمون الأنسولين، فأن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت حتى يعاني الشخص من مقاومة الأنسولين.

في معظم الحالات، لا يعرف الأشخاص أنهم يعانون من مقاومة الأنسولين، على الرغم من ارتفاع أعداد المصابين بهذه الحالة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، تشير الإحصاءات إلى أن:

  • 24 بالمئة من البالغين الذين تزيد أعمارهم 20 سنة يعانون من مقاومة الأنسولين.
  • أكثر من 70 بالمئة من النساء اللواتي يعانين من البدانة وزيادة الوزن لديهم هذه الحالة.
  • 33 بالمئة من الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة يعانون أيضًا من مقاومة الأنسولين.

أعراض وعلامات مقاومة الأنسولين

قد يفيدك التعرف على الأعراض الجسدية لمقاومة الأنسولين، فيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا وهي مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني:

  • الشعور الدائم بالجوع والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية، والإحساس دائمًا بأنك لا تستطيع أن تكتفي من كمية السكريات التي تناولتها.
  • ارتفاع الوزن وعدم القدرة على خسارة هذا الوزن، فالسمنة أو البدانة من أهم الأعراض الناتجة عن مقاومة الأنسولين وزيادة كبيرة في كمية الدهون المتراكمة في منطقة البطن.
  • الانتفاخ الذي يمكن أن يترافق مع تورم في الأصابع والكاحلين نتيجة خلل في مستويات البوتاسيوم والصوديوم في الجسم.
  • وجود بقع أو انثناءات أو تجاعيد داكنة على الجلد، وخاصة في أماكن الرقبة والإبطين والفخذين.
  • المعاناة من الصلع عند الذكور وضعف الشعر وتساقطه عند النساء.
  • الأمراض التي قد تصيب اللثة.

ماذا يجب أن تفعل إذا كنت تعتقد أنك تعاني من مقاومة الأنسولين؟

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من مقاومة الأنسولين، ينبغي عليك الاتصال بالطبيب لتحديد موعد زيارة في أقرب وقت ممكن، هذا الطبيب سيقوم بدراسة وتحليل تاريخك الطبي والعائلي ويقوم بفحص شامل.

كما أنه قد يوصي فورًا بإجراء تحليل دموي لنسبة سكر الجلوكوز في الدم لديك.

من أجل إجراء تحليل الدم لقياس مستوى السكر والأنسولين، ستحتاج إلى الامتناع عن تناول الطعام في الفترة التي تسبق إجراء هذا الاختبار.

وإذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، أي أنك تعاني من مرض السكري من النوع الثاني أو مقاومه الأنسولين، فلا تقلق كثيرًا، لأن هناك الكثير من الإجراءات والتغييرات في نمط الحياة والنصائح التي يمكن اتباعها لعلاج وتخفيف هذه المشكلات الصحية.

لقد تبين أن تخفيف الوزن وممارسة بعض التمارين الرياضية وتقليل كمية الكربوهيدرات التي تتناولها في النظام الغذائي يمكن أن يساعد بشكلٍ فعال في جعل خلايا جسمك أكثر حساسية تجاه الأنسولين.

وعندها تصبح خلايا الجسم أكثر تقبلا لإدخال السكر إليها، ومن ثم ستنخفض مستويات السكر في الدم بشكلٍ ملحوظ.

مقاومة الأنسولين يمكن أن تصبح أكثر سوءًا نتيجة تناول كميات كبيرة من السكريات، تم إثبات ذلك من خلال العديد من الدراسات والأبحاث.

حيث أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا أو حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات مثل الكيتو دايت، يستطيعون خسارة الوزن والسيطرة على نسبة السكر في الدم وإعادة مستويات الكربوهيدرات وهرمون الأنسولين لديهم إلى المستويات الطبيعية بسرعة.

مقالة مرتبطة بذلك >> الكيتو دايت والسكري

الدلائل العلمية التي توضح العلاقة بين الكيتو دايت ومقاومة الأنسولين

تشير الإحصائيات إلى أن المواطن الأميركي العادي يتناول حوالي 225 – 325 جرام من الكربوهيدرات في كل يوم.

وفي كل مرة يتناول فيها الشخص السكريات، فإن ذلك سيؤدي إلى تحفيز الاستجابة لإفراز هرمون الأنسولين، وكلما زادت كمية الكربوهيدرات والسكريات التي يتناولها الشخص، زاد إفراز هرمون الأنسولين من قبل خلايا الكبد.

لهذا فإن أي شخص يعاني من مقاومة الأنسولين ستزداد حالته سوءًا إذا تناول المزيد من الكربوهيدرات.

هذا الأمر يشبه معاناة الشخص من الحساسية تجاه الفول، فإذا علم شخصٌ ما أنه يعاني من الحساسية تجاه الفول، فهل من المنطقي أن يستمر في تناوله؟ الإجابة هي بالتأكيد لا، فمعظم الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الفول يجب عليهم تجنب تناوله تمامًا.

يجب عليك التفكير في السكريات مثل الفول، فإذا كنت تعاني من مقاومة الأنسولين والتي يسميها بعض الأطباء باسم حساسية الأنسولين، فان عليك تجنب أي عنصر يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات هذا الهرمون في جسمك.

لقد تبين أن اتباع نظام الكيتو دايت الذي يتضمن وجبات غذائية قليلة الكربوهيدرات وفق خطة غذائية تأخذ بعين الاعتبار طولك ووزنك ومستوى نشاطك البدني، يمكن أن يساهم في خفض مقاومة الأنسولين.

نظام الكيتو دايت يتضمن خفض كمية الكربوهيدرات التي تتناولها

فبدلًا من تناول حوالي 300 جرام من السكريات في اليوم، يجب أن تتراوح الكمية التي تتناولها بين 25 – 50 جرام، ولكن قد تسأل نفسك، هل يمكن لجسمك أن يعتاد ويتكيف على كمية الكربوهيدرات القليلة هذه؟ الإجابة هي نعم، وذلك بفضل المرونة الأيضية التي تحدث بفضل الكيتو دايت.

ما المقصود بالمرونة الأيضية؟

إذا كان جسمك يعتمد على السكريات أو الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة، فيمكن للجسم أيضًا الاعتماد على مصدر طاقة آخر في حالة الامتناع عن الكربوهيدرات والسكريات، هذا المصدر للطاقة ينتج عن تحلل الدهون ويسمى الكيتونات، ويتم الاعتماد عليه كمصدر رئيسي للطاقة عند دخول الجسم في حالة تسمى الكيتوسيس.

بشكلٍ عام، يتضمن النظام الغذائي الكيتوني تناول كميات إضافية من الدهون الصحية بدلًا من الكربوهيدرات، بما في ذلك الأفوكادو وزيت الزيتون ومشتقات الألبان ذات الجودة العالية والمكسرات والبذور.

بالإضافة إلى البروتينات مثل لحم البقر الذي يتغذى على الأعشاب ولحم الدجاج وسمك السردين والخضروات الغنية بالألياف بما في ذلك الخضراوات الورقية الخضراء غير النشوية.

ما هو المقصود بالكيتونات أو الأجسام الكيتونية؟

الكيتونات هي عبارة عن جزيئات من الطاقة يقوم الجسم بإنتاجها نتيجة تحليل الدهون في حال كان الجسم يعاني من نقص في الكربوهيدرات.

فعندما تقلل من كمية السكريات والكربوهيدرات التي تتناولها في النظام الغذائي الخاص بك، سيقوم جسمك باستهلاك سكر الجلوكوز المخزن في خلايا الجسم، وهذا سيؤدي إلى اختفاء السكر من الجسم بعد بضعة أيام.

في هذه الحالة سيقوم الجسم بإنتاج الكيتونات كما أنه سينتج كميات أقل من الأنسولين نتيجة نقص كمية السكر في الدم، وقد تبين أن هذا يساعد خلايا الجسم وخاصة الخلايا العضلية على أن تصبح أكثر استجابة لهرمون الأنسولين.

لذلك، نستنتج مما سبق أن النظام الغذائي الكيتوني هو نظام غذائي مثالي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين.

ماذا تقول الدراسات عن نظام الكيتو دايت للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين؟

وجدت الدراسات أن اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات ويحتوي على كميات عالية من الدهون يؤدي إلى تقليل مستويات هرمون الأنسولين في الدم، وهذا يساهم بشكلٍ رئيسي في تحسين استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين ويساعد بشكلٍ فعال على خسارة الوزن بسرعة وبشكلٍ أكثر مرونة من أي نظام غذائي آخر.

مقالة مهمة أنصحك بقراءتها >> فوائد الكيتو دايت

ما الذي يجعل نظام الكيتو دايت مفيد للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين؟

في الحقيقة، يعتبر الكيتو دايت مفيدًا جدًا لكل من يعاني مقاومة الأنسولين نتيجة لثلاثة أسباب هامة:

1. نظام الكيتو يعالج السبب الرئيسي لمقاومة الأنسولين

تبين الدراسات أن تقليل كمية الكربوهيدرات التي يتناولها الشخص في نظامه الغذائي يمكن أن يحسن عملية التمثيل الغذائي في الجسم مما يساعد على تجنب العديد من المشكلات الصحية بما في ذلك:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • ارتفاع نسبة الدهون في الجسم.
  • ارتفاع مستويات الكولسترول غير الصحي.

في إحدى الدراسات، تم مراقبة تأثير الحمية الكيتونية على حاله مقاومة الأنسولين التي يعاني منها بعض الأشخاص، وفي هذه الدراسة، راقب الباحثون النظام الغذائي العادي لـ 10 متطوعين يعانون زيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني لمدة أسبوع كامل، ثم طلب من هؤلاء المتطوعين اتباع حمية كيتونية غنية بالدهون لمدة أسبوعين.

وكانت النتائج التي لاحظها الباحثون على المتطوعين خلال اتباع الحمية الكيتونية على النحو التالي:

أصبح معظم المتطوعين يتناولون كميات أقل من السعرات الحرارية بنسبة 30 بالمائة، فبعد أن كان معظمهم يتناولون في المتوسط 3111 سعرة حرارية في اليوم، أصبحوا يتناولون ما معدله 2164 سعرة حرارية يوميًا.

  • خسر معظم المتطوعين حوالي 2 كيلو جرام من وزنهم خلال أسبوعين فقط.
  • تحسنت حساسية الأنسولين لديهم بنسبة 75 بالمئة.
  • انخفضت مستويات الهيموجلوبين A1c من 7.3 بالمئة إلى 6.8 بالمئة.
  • انخفضت مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 35 بالمائة ونسبة الكولسترول الكلي بنسبة 10 بالمئة.

النتيجة التي وصل إليها الباحثين من هذه الدراسة هي أن المزج بين نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة من الكربوهيدرات مع خسارة الوزن بطريقة طبيعية يساعد على إعادة التوازن لمستويات الأنسولين في الدم، مما يجعل خلايا الجسم لدى المرضى أكثر قدرة في الاستجابة للأنسولين بشكلٍ صحيح في المستقبل دون الحاجة إلى تناول أي أدوية.

في دراسة أخرى، تم توزيع 83 متطوع يعانون من السمنة وزيادة الوزن وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم على ثلاث أنظمة غذائية تتضمن نفس الكمية من السعرات الحرارية لمدة ثمانية أسابيع. وشملت:

  1. النظام الغذائي الأول يتضمن القليل من الدهون والكثير من الكربوهيدرات (70 بالمائة كربوهيدرات – 20 بالمائة بروتينات – 10 بالمائة دهون).
  2. النظام الغذائي الثاني غني بالدهون غير المشبعة لكنه يتضمن كميات أقل من الكربوهيدرات (50 بالمئة كربوهيدرات – 30 بالمئة دهون – 20 بالمئة بروتينات).
  3. النظام الغذائي الثالث يتضمن كميات قليلة جدًا من الكربوهيدرات كما هو الحال في رجيم الكيتو دايت (61 بالمئة من الدهون – 35 بالمئة من البروتينات – 4 بالمئة فقط من الكربوهيدرات).

وجد الباحثون بعد تحليل نتائج هذه الدراسة أن المشاركين الذين اتبعوا رجيم الكيتو انخفضت كمية الدهون الثلاثية في جسمهم أكثر من المشاركين الذين اتبعوا النظامين الغذائيين الآخرين بنسبة 33 بالمئة.

أيضًا، حسنت الحمية الغذائية الكيتونية من مستويات السكر والأنسولين في الدم بشكلٍ ملحوظ خاصةً بعد تناول الطعام، وهذا يجعلها المشاركين يظهرون علامات أفضل في الاستجابة لهرمون الأنسولين.

تبين أيضًا نتيجةً لهذه الدراسة، أن الاعتماد على الدهون غير المشبعة بدلًا من الكربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة ليس حلًا لمشكلة مقاومة الأنسولين، وهذا يعني أن الجسم يحتاج إلى كل أنواع الدهون الصحية الثلاثة، وهي الدهون الصحية المشبعة والدهون الصحية غير المشبعة الأحادية والدهون الصحية غير المشبعة.

هذه الدراسات بينت زيف وخرافة الأسطورة القديمة التي تقول إن تناول الدهون بكميات كبيرة هو السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب ومعظم مشاكل التمثيل الغذائي التي تحدث في الجسم.

اتباع هذه الطريقة لعكس حاله مقاومه الأنسولين يعني أنك ستكون قادرا على السيطرة وإدارة مرض السكري من النوع الثاني وعلاجه أيضًا.

مقالة رائعة >> كيفية تثبيت الوزن بعد الكيتو دايت

2. يمكن أن يساعد نظام الكيتو دايت في علاج أعراض مرض السكري من النوع الثاني

في دراسة على متطوعين يعانون من السمنة بالإضافة إلى مرض السكري من النوع الثاني، تبين أن اتباع حمية غذائية قليلة الكربوهيدرات قد ساعدت المتطوعين في إدارة وتحسين مستويات السكر في الدم لديهم.

كما أن معظم المتطوعين (حوالي 17 من أصل 21) استطاعوا السيطرة على مستويات السكر في الدم، مما دفعهم إلى التخلي عن تناول أدوية مرض السكري بعد اتباع الكيتو دايت لمدة 16 أسبوعًا.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون في هذه الدراسة مجموعة من النتائج الهامة على المتطوعين مثل:

  • فقد معظم المتطوعين حوالي 10 كيلوغرامات من وزنهم.
  • انخفضت مستويات السكر في الدم بنسبة 16 بالمئة تقريبًا.
  • انخفاض مستويات الدهون الثلاثية بنسبة 42 بالمئة.

الخلاصة: نتيجة الدراسة المذكورة أعلاه هي أن الحمية الغذائية قليلة الكربوهيدرات والغنية بالدهون هي أفضل نظام غذائي يمكن اتباعه من قبل الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين.

أيضًا، عندما يتكيف الجسم مع استخدام الكيتونات كمصدر رئيسي للطاقة بدلًا من السكريات عندها ستنخفض مستويات السكر والأنسولين في الدم، مما سيساهم بشكلٍ فعال في فقدان الوزن بشكلٍ طبيعي وبالتالي تحسين حالة مقاومة الأنسولين أيضًا.

مقالة مرتبطة بذلك لا تتردد بقراءتها >> حرق الدهون بالدهون والتكيف مع الدهون في الكيتو

3. نظام الكيتو دايت يساعد على فقدان الوزن بطريقة طبيعية

إذا كنت تعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم، سيقوم جسمك بتخزين الطاقة الموجودة في السكريات لاستخدامها في وقت لاحق على شكل خلايا دهنية، وهذا هو السبب الذي يوضح العلاقة بين مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.

هذا يعني أنك إذا كنت تعاني من ارتفاع نسبة السكر والأنسولين في الدم، فإنك ستواجه صعوبة كبيرة في إنقاص وزنك، لذلك، يطلق بعض الأطباء على هرمون الأنسولين اسم “هرمون التخزين”.

وقد تبين أن الكثير من حالات زيادة الوزن لدى معظم الأشخاص تكون نتيجة مباشرة لمعاناتهم من مقاومة الأنسولين.

بالإضافة إلى ذلك، تبين أن تراكم كمية زائدة من الدهون في منطقة البطن وبين أعضاء الجسم يؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من الأحماض الدهنية الحرة والهرمونات في الدم، وهذا يمكن أن يشجع ويزيد من حالة مقاومة الأنسولين.

وقد وجد العلماء علاقة مباشرة بين السمنة في منطقة البطن والمعاناة من مقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني.

ففي إحدى الدراسات، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان هناك علاقة بين المعاناة من مقاومة الأنسولين وتراكم الدهون في منطقة البطن.

لهذا، قام الباحثون بقياس كمية الدهون المتراكمة في البطن وحول الأعضاء والأنسجة الدهنية في الفخذ لدى عدد من المتطوعين، ولاحظوا أن 80 بالمئة من هؤلاء الأشخاص كانوا معرضين أو يعانون من مقاومة الأنسولين.

وعلى العكس تمامًا، تبين أن الأشخاص الذين ليس لديهم الكثير من الدهون المتراكمة في منطقه البطن انخفض احتمال إصابتهم بمقاومة الأنسولين بنسبة 50 بالمئة.

النتيجة التي خلص إليها الباحثون هي أن تراكم الدهون في البطن يعني زيادة احتمال تطور مقاومة الأنسولين.

لكن كيف يمكن تجنب حدوث مقاومة الأنسولين وتراكم الدهون؟

الإجابة بسيطة للغاية، الحل لهذه المشكلة هي التخلص من كميات الدهون المتراكمة في منطقة البطن، وهذا بالضبط يمكن تحقيقه بسهولة من خلال اتباع الكيتو دايت.

فقد تبين أن حالة الكيتوسيس الناتجة عن اتباع رجيم الكيتو سوف تساهم فيما يلي:

  • حرق الدهون المتراكمة واستخدامها كمصدر للطاقة.
  • تناول واستهلاك القليل من السعرات الحرارية في اليوم.
  • التخلص من الرغبة الشديدة في تناول السكريات والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
  • تقليل الشهية تجاه الأطعمة بطريقة طبيعية وبدون أدوية.

الخلاصة، عند اتباع حمية الكيتو، يمكن التخلص من الدهون المتراكمة في معظم أنحاء الجسم بما في ذلك تلك الدهون الموجودة في منطقة البطن وحول الأعضاء الرئيسية، وهذا يساعد بشكلٍ فعال في تحقيق التوازن بين مستويات الأنسولين والسكر في الدم لديك.

إذًا، اتباع الحمية الكيتونية لفترة من الزمن هي أفضل طريقة من أجل تحسين حالتك الصحية العامة، وقد تبين بشكلٍ واضح أن خسارة الوزن هي العلاج الأفضل والأكثر فعالية لكل مشاكل مقاومة الأنسولين ومرضى السكري من النوع الثاني.

لكن يجب عليك القيام ببعض الأمور الأخرى خلال اتباع الرجيم الكيتوني لمساعدتك على تحسين حالتك الصحية والتوازن في جسمك، تشمل هذه الأمور ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام واتباع نمط حياة صحي يتضمن تناول أطعمة الكيتو دايت الصحية والتي تكون قليلة الكربوهيدرات وغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، بالإضافة إلى تخفيف التوتر والإجهاد والقلق قدر الإمكان.

ربما يهمك >> دليل شامل عن جميع أنواع الدهون الصحية في الكيتو دايت

نصائح هامة لعلاج حالة مقاومة الأنسولين ومرض السكري

لا يجب عليك أن تتعايش مع حالة مقاومة الأنسولين أو مرض السكري إلى الأبد، لأن هناك الكثير من الطرق من أجل تحسين حالتك الصحية والتي يمكن القيام بها من خلال تغييرات بسيطة في النظام الغذائي ونمط الحياة الخاص بك،

يعتبر الرجيم الكيتوني من أفضل الخيارات المتاحة لك، بالإضافة إلى اتباع بعض النصائح الأخرى مثل:

  • ممارسه التمارين الرياضية بشكل يومي لمدة 30 دقيقة على الأقل، فهذا يساعد بشكلٍ فعال في تحسين حساسية الخلايا تجاه هرمون الأنسولين، كما أنه يساعدك على حرق الدهون والسكريات الزائدة في جسمك، مما يساهم في خفض مستويات السكر في الدم بشكلٍ عام، كما أن التعرق نتيجة ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن يزيد من قدرة الجسم على امتصاص سكر الجلوكوز بنسبه 40 بالمئة، كما يزيد من قدرتك على حرق الدهون في منطقة البطن (الكرش).
  • الإقلاع عن التدخين، فمعظم الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين تبين أنهم يدخنون.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، حيث بينت أحدث الدراسات أن الحرمان من النوم ولو لليلة واحده فقط يمكن أن يسبب حالة مؤقتة من مقاومة الأنسولين، حتى عند أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، إذًا، تخيل ما الذي يمكن أن يحدث في جسمك إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم لفترة طويلة من الزمن.
  • الصيام المتقطع، فقد تبين أن ذلك يساعد على تحسين حالة حساسية الأنسولين ويزيد من قدرة الجسم على فقدان الوزن.
  • تقليل التوتر والقلق قدر الإمكان، فالإجهاد يزيد من نسبة السكر في الدم بالإضافة إلى زيادة هرمون الكورتيزول، هذا الهرمون يدفع الجسم إلى تخزين كميات من الدهون في بعض الأماكن لاستخدامها كمصدر للطاقة بهدف الابتعاد عن الخطر الذي يسبب هذا التوتر والإجهاد، وقد تبين أن تمارين اليوغا والتأمل يمكن أن يساعد على تخفيف الشعور بالتوتر بالإضافة إلى تخفيف ضغط الدم وتحسين حالة مقاومة الأنسولين.

هذه النصائح لا تتضمن تغييرات صعبة في نمط الحياة، إنها مجموعة من الخطوات البسيطة التي يمكن لأي شخص أن يقوم بها من أجل تحسين صحته العامة وتقليل خطر معاناته من الأمراض المزمنة.

مقالة رائعة لا تتردد بقراءتها >> نصائح مدهشة للاستمرار بسهولة مع الكيتو دايت

كلمة أخيرة

إن مقاومة الأنسولين هي مشكلة خطيرة لا تعاني منها لوحدك، بل إنها مشكلة عالمية منتشرة في كل دول العالم، وإذا تركت نفسك دون تدخل، فيمكن أن تؤدي حالة مقاومة الأنسولين على المدى الطويل إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنها يمكن أن تسبب في الوفاة المبكرة.

على الرغم من هذه الأخبار السيئة، فإن بعض التغييرات البسيطة جدًا في نمط الحياة والنظام الغذائي كالأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة جدًا من الكربوهيدرات تساهم في تحسين معدلات السكر في الدم وتقليل مستوى الأنسولين أيضًا.

مما يجعل الخلايا أكثر حساسية تجاه هرمون الأنسولين من جديد، وبذلك، لن تكون مضطرًا إلى تناول أي أدوية أو اتباع حمية غذائية مكلفة أو صعبة.