اليوم المفتوح أو اليوم الفري في الكيتو دايت

هل يمكن تجاوز بعض قواعد نظام الكيتو دايت؟ مثل اتباع اليوم المفتوح أو اليوم الفري، أو هل بالإمكان تناول بعض الوجبات التي تحتوي على الكربوهيدرات خلال اتباع الكيتو دايت؟

قد تتفاجأ عند معرفة الإجابة، لأننا سوف نعلمك في هذا المقال كل الأشياء الصحيحة والخاطئة حول تجاوز بعض قواعد الرجيم الكيتوني.

اليوم المفتوح في الكيتو دايت

معظم الأشخاص يفكرون في اليوم المفتوح عند اتباع أي نظام غذائي، والكيتو دايت ليس استثناءً.

فهل هناك إمكانية لتناول وجبات غنية بالكربوهيدرات بين الحين والأخر في حال اتباع النظام الغذائي الكيتوني؟ وهل من الجيد تناول هذه الأطعمة التي من المحتمل أن تعيق التقدم في تحقيق الأهداف؟

دعني أوضح لك الأمر بالتفصيل، الوجبات غير المتوافقة مع النظام الغذائي الكيتوني ستكون سيئة وغير مفيدة لك، وإذا كنت تسأل عن السبب فهو واضح للغاية،

يعود ذلك إلى أن النظام الغذائي الكيتوني هو نظام غذائي صارم يتطلب الكثير من الالتزام به لتحقيق الأهداف المتوقعة.

هناك بعض الأشخاص الذين يتبعون الحمية الكيتونية منخفضة الكربوهيدرات لمدة طويلة، لكنهم في نفس الوقت يتناولون وجبات غنية بالكربوهيدرات بين الحين والأخر، سواء في عطلات نهاية الأسبوع أو في بعض الأيام كالحفلات.

قد تظن أن هذا لن يؤثر كثيرًا، فلا بأس في أخذ بعض الراحة عند اتباع حمية غذائية محددة، لكن الأمور تختلف في حال اتباع النظام الغذائي الكيتوني.

نظرًا لأن النظام الغذائي الكيتوني هو من أكثر الحميات الغذائية صرامة في تناول الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، قد تشعر بالرغبة في مخالفة بعض القواعد بين الحين والأخر، لكن لذلك تأثيرات عديدة يمكن أن تؤثر عليك وتعيق التقدم الحاصل.

الفرق بين الريفيد واليوم المفتوح في الكيتو دايت

1. اليوم الفري أو الوجبة الفري أو اليوم المفتوح أو الوجبة المفتوحة أو (بالإنجليزية: cheat meal) هي جميعها مسميات لشيء واحد وهو تناول الطعام بأي شكل وبأي نوعية حتى لو كان من الممنوعات في الرجيم الذي يتم إتباعه أو حتى لو كان ضار للجسم.

2. أيام الريفيد (بالإنجليزية: refeeding days) هو تناول كميات أعلى من الكربوهيدرات لمدة يومين مثلاً ومن ثم الرجوع للكيتو دايت العادي (الكلاسيك).

الخلاصة: اليوم الفري هو شيء خاطىء ولا ينصح به نهائياً تابع الفراءة لتعرف لماذا. أما بالنسبة للريفيد فهو نظام بحد ذاته ويطلق عليه النظام الغذائي الكيتوني الدوري، هذا يعني أنه يمكنك إتباعه بشرط أن تعرف كيف تقوم بذلك بالطرق الصحية.

سلبيات اليوم المفتوح في الكيتو دايت

فيما يلي بعض عواقب تناول الوجبات الغير صحية في اليوم المفتوح أثناء إتباع الكيتو دايت. كل هذا التأثيرات السلبية ينبغي عليك أن تأخذها في الاعتبار قبل أن تفعل ذلك بدون إدراك.

1. اليوم المفتوح يؤدي إلى الخروج من حالة الكيتوسيس

بسبب طبيعة النظام الغذائي الكيتوني الخاصة، لا ينبغي عليك تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات حتى في أوقات متباعدة، لأن ذلك قد يجعلك تخرج من حالة الكيتوسيس.

ذلك يعني أن الاعتماد على الكيتونات كمصدر للطاقة سوف ينتهي ويتوقف، وسوف تحتاج بعد التوقف عن تناول هذه الوجبات إلى فترة حتى تعود لحالة الكيتوسيس من جديد.

لهذا السبب، حاول تتبع وحساب إجمالي استهلاك الكربوهيدرات في كل يوم.

يفضل قياس مستويات الكيتون في الدم لمعرفة ما إذا كنت قد خرجت من الكيتوسيس أو لا.

2. اليوم المفتوح يؤثر على تكيف الدهون

في النظام الغذائي الكيتوني، سيخضع جسمك لتغيرات كثيرة، أحد أهم هذه التغييرات هي استبدال سكر الجلوكوز بالدهون كمصدر رئيسي للطاقة.

ويؤدي تناول الوجبات الغنية بالكربوهيدرات بين الحين والأخر إلى إعاقة تكيف الدهون في الجسم ما يجعلك تخرج من حالة الكيتوسيس عدة مرات، وفي حال حدوث ذلك، لن تتمكن من جني الفوائد الصحية التي تريدها من هذا النظام الغذائي.

إذا كنت في حالة الكيتوسيس، فيجب عليك أن تفكر جيدًا قبل القيام باليوم المفتوح، لأن ذلك سيتسبب في إضاعة الكثير من الوقت والجهد حتى تعود لنفس المرحلة.

في حال تناول وجبات غذائية غنية بالكربوهيدرات، سيزداد وزنك على الفور، هذا الوزن سيكون قائمًا على الماء، لكن إذا كنت تتناول وجبات غنية بالكربوهيدرات كثيرًا، فإنه مع مرور الوقت، ستختفي الآثار التي نتجت عن اتباع الحمية الكيتونية وسيعود وزنك للزيادة من خلال تراكم الدهون وعدم القدرة على حرقها كما يجب.

3. اليوم المفتوح يؤدي إلى خلل في نسبة السكر

يعتبر الكيتو دايت مناسب جداً للأشخاص المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرضى السكري من النوع الثاني، وذلك لأنه يعمل على إستقرار مستويات السكر في الدم.

كما أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني يلجؤون إلى اتباع الكيتو دايت للسيطرة على نسبة السكر في الدم لديهم وعلاجه أيضاً.

ولكن في اليوم المفتوح سيتسبب في حدوث خلل في نسبة السكر في الدم وارتفاعه إلى مستويات عالية التي قد تكون خطيرة للغاية.

إذا كنت تعاني من مرض السكري أو تخشى من الإصابة بهذا المرض، عليك الانتباه جيدًا وتجنب اليوم المفتوح في نظامك الغذائي قدر الإمكان.

4. اليوم المفتوح سوف يزيد من الرغبة في تناول السكريات والجوع المستمر

إذا كنت معتادًا على تناول وجبات غذائية قليلة الكربوهيدرات، فإن حاسة التذوق لديك ستكون أكثر تأثرًا بالوجبات التي تحتوي على السكر، وفي حال تناولت بعض الأطعمة السكرية التي تحتوي على السكريات، فإن البراعم الذوقية ستجعلك ترغب في تناول المزيد من هذه الأطعمة مما سيجعلك تدخل في حلقة مفرغة.

وحتى إذا عدت إلى تناول أطعمة الكيتو دايت كما كنت تفعل، فهناك احتمال لأن تعاني من الرغبة الشديدة في تناول السكريات لبعض الوقت قبل أن تعود لتتكيف مع الأطعمة قليلة الكربوهيدرات مرة أخرى.

هذا يعني أن العودة إلى النظام الغذائي الكيتوني سيكون صعبًا للغاية ويمكن أن تفشل في ذلك عدة مرات.

المفارقة في هذه الحالة والتي يصعب فهمها هي نتائج الدراسات التي تقول إن الإنسان عندما يتوق إلى تناول الأطعمة، فإن هذه الأطعمة تكون قائمة على الدهون، لكن معظمنا يخطؤون في تفسير هذه الرغبة نتيجة وجود الدهون بكثرة في النظام الغذائي العصري.

الخلاصة هي أنه بالنسبة لكثير من الأشخاص، قد تؤدي الوجبات الغنية بالكربوهيدرات إلى إيقاف التقدم الحاصل في حميتهم الغذائية.

5. اليوم المفتوح قد يجعلك تعاني من إنفلونزا الكيتو دايت مرة أخرى

التعب والصداع وانعدام الطاقة هي من الأعراض التي يمكن أن تواجهها عندما يبدأ جسمك باستبدال مصدر الطاقة لتصبح الكيتونات هي المصدر الأساسي، هذه الأعراض المرافقة لهذا التغيير في مصادر الطاقة من الكربوهيدرات (الجلوكوز) إلى الدهون (الكيتونات) تسمى انفلونزا الكيتو.

وفي حال تناول القليل من السكريات الإضافية، سوف تزيد من الأعراض التي قد تعاني منها وتأخر من زوالها.

الكثير من الأشخاص يعانون من الشعور بعدم القدرة على السيطرة وعدم الارتياح في النظام الغذائي إذا كانوا لا يلتزمون بخطة الحمية الغذائية تمامًا، فتناول هذه الأطعمة الغنية بالسكريات قد يؤدي إلى إطالة أمد الأعراض وقد تجعلك تخرج من حالة الكيتوسيس.

قد تظن أن تناول القليل من السكريات لن يؤثر على تقدمك، لكن طبيعة هذا النظام الغذائي ستجعلك تخسر الكثير وسيكون ذلك من القرارات الخاطئة التي ستقوم باتخاذها.

الاعتدال في تناول السكريات دائماً

ينبغي عليك اتخاذ قرارات عقلانية قدر الإمكان، وذلك لكيلا تجعل الأمور أسوأ. وهذا بدوره سيحميك من أي مشكلات قد تواجهها عند اتباع الحمية الغذائية الكيتونية.

إذا كنت تشعر برغبة في تناول الكربوهيدرات، فيمكنك القيام بذلك باعتدال من خلال مراقبة الكمية التي تناولها، لا يجب في المراحل الأولى من النظام الغذائي تخطي الكمية المسموحة لأن ذلك لن يجعلك أبدًا تصل إلى حالة الكيتوسيس.

لتسيطر على كمية السكريات التي تتناولها، قم بأخذ ورقة وقلم ودون عليها خطتك الغذائية والأهداف المتوقعة، لا تبالغ في توقعاتك لكيلا تصاب بالإحباط في حال عدم تحقيقها، وسجل بشكلٍ دائم الأشياء الصحيحة والخاطئة التي تقوم بها.

هل يمكن زيادة تناول الكربوهيدرات في الكيتو دايت

ليس كل تجاوز تقوم به في حميتك الغذائية هو ضار وسلبي بالنسبة لك، في بعض الأحيان، قد لا تستطيع مقاومة الرغبة الشديدة في تناول السكريات، لذلك، يمكن تناول بعض الأطعمة التي تتضمن الكربوهيدرات للمساعدة في كبح الرغبة لتناول هذه الكربوهيدرات.

لكن تذكر، أكبر خطر قد يواجهك عند اتباع نظام الكيتو دايت هو الخروج من حالة الكيتوسيس، حيث ستحتاج إلى الكثير من الوقت لتعود إلى هذه الحالة.

وكما ذكرنا أعلاه، يمكن تناول القليل من السكريات لتعديل رغبتك، لكن يجب أن يتم ذلك باعتدال، أي كما يقول المثل، “قطعة واحدة من البيتزا لن تجعلك بدينًا، تمامًا مثل صحن واحد من السلطة لن يجعلك نحيفًا”.

أخيرًا، إذا كنت ترغب في تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، فإليك بعض الطرق للقيام بذلك بأفضل طريقة:

1. اتبع نظام الكيتو دايت الدوري

المقصود بالنظام الغذائي الكيتوني الدوري (CKD) هو اتباع الحمية الكيتونية العادية بدقة خلال مدة خمسة أيام، يليها بضعة أيام يمكن فيها تناول الكربوهيدرات بكميات أعلى، كما هو الحال في عطلة نهاية الأسبوع.

على الرغم من أن هذا سيؤدي على الأرجح إلى إخراجك من حالة الكيتوسيس، لكن اتباع النظام الغذائي الكيتوني الدوري (CKD) يمكن أن يجعل تتكيف وتعتاد على هذا النظام والتغييرات المترافقة معه بسهولة أكثر.

كما أن ذلك يمكن أن يساعدك في الحفاظ على كتلة العضلات في جسمك.

2. قم باختيار الأطعمة بعناية

إذا كنت تريد أن تتناول الوجبات التي تحتوي على الكربوهيدرات، فاختر وجبات لن تؤثر عليك كثيرًا. بمعنى: تناول شيئًا تستمتع به ويمكنك أن تأكله بعقلانية وتشعر بالرضا عن ذلك.

هذا سوف يقلل من فرص حدوث مشكلات ويجعل هذه الوجبات تستحق ما تفعله.

هناك خيارٌ آخر متاحٌ لك في حال رغبتك بتناول المزيد من الكربوهيدرات، وهي الأطعمة التي تحتوي الكربوهيدرات والتي تعتبر صديقة للنظام الغذائي الكيتوني.

هذه الأغذية من غير المرجح أن تخرجك من حالة الكيتوسيس، وبنفس الوقت، ستساعدك في تلبية رغبتك وإشباعها بين الحين والأخر، يمكنك البحث عن مثل هذه الوجبات أو الوصفات على الإنترنت، وتأكد من قراءة المعلومات الغذائية بعناية عند شراء أي أطعمة مصنعة من المتاجر.

الخلاصة

بالنسبة لتناول الوجبات التي تحتوي على الكربوهيدرات أو تجاوز خطة النظام الغذائي الكيتوني، سيكون الأمر متروك لك من أجل أن تقرر ما يمكن فعله بالتحديد.

قد تختار أن تتوقف عن تناول هذه الأطعمة وتكبح رغبتك من أجل ضمان البقاء في حالة الكيتوسيس، أو قد ترغب في تناول القليل من السكريات الإضافية لتعتاد تدريجيًا على النظام الغذائي الكيتوني.

لكن بشكلٍ عام، مهما كانت خياراتك التي تقوم بها، عليك دائمًا أن تكون مستعدًا وتدرك العواقب التي قد تنجم عن أي قرار أو فعل تقوم به، ويجب أن تعرف كيف تعود لحالة الكيتوسيس في حالة الخروج منها.