رجيم الكيتو دايت والكولسترول، النظام الغذائي الكيتوني علاج لمرضى الكوليسترول

هل يسبب تناول اللحم المقدد واللحوم الحمراء والزبدة خلال الكيتو دايت في زيادة الكولسترول في الجسم؟

تعرف كيف يمكن أن يشكل الكوليسترول الموجود في الدم عاملًا في حماية قلبك أو تحسين صحته!

قد تتساءل في بعض الأحيان كيف يمكن اتباع الكيتو دايت بدون أن ترتفع مستويات الكولسترول في الدم؟ من الممكن أن تعتقد أن هذا يشبه إلى حدٍ كبير أن نقول بأن تتناول نصف كيلو جرام من الأيس كريم لن يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم. ومن هنا تبدأ التساؤلات!

في الحقيقة هو أن المثالين السابقين ليسا متطابقين تمامًا، وسوف تعرف في هذا المقال كيف أن النظام الغذائي الكيتوني قليل الكربوهيدرات سيتسبب في تغيير كمية الدهون في جسمك وربما بطريقة لم تكن تتوقعها.

إذا كنت تسأل كيف يمكن إنقاص الوزن وتحسين مستويات الطاقة في الجسم بالاعتماد على الكيتو دايت من دون زيادة معدلات الكولسترول في الدم، فإننا في هذا المقال سنوضح لك من خلال اتباع منهج علمي قائم على الأدلة الإجابة الواضحة عن هذا السؤال.

وسنوضح لك أيضًا كل ما يتعلق بالكوليسترول وتأثيره على الجسم في حال كنت تريد اتباع الكيتو دايت.

وفي نهاية هذا المقال، وعندما تعرف تحديدًا ما هو الكولسترول في جسمك؟ وكيف يعمل؟ فإنك ستنظر إلى رجيم الكيتو بطريقه أخرى تمامًا.

في البداية علينا أن نمحو من ذاكرتك كل المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالكولسترول.

قد يعجبك أيضاً >> طعام الكيتو دايت بالتفصيل

المعلومات التي تعرفها عن الكولسترول هي معلومات خاطئة على الأغلب

الكولسترول هو عبارة عن مادة دهنية يتم إنتاجها في جسم الإنسان والحيوانات فقط، ولا تحتوي النباتات عليها حيث أن  الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات خالية من الكوليسترول، لذلك فإن تناول الخضروات والفواكه لن يزيد من مستويات الكولسترول في الجسم.

في الماضي، كان الأطباء والعلماء في مجال الصحة يدرسون القلب البشري والأمراض التي يعاني منها، وعندما وجدوا علاقة بين انسداد الشرايين وزيادة خطر حدوث النوبة القلبية أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية، قاموا بإلقاء اللوم على الكولسترول كسبب رئيسي لحدوث تلك المشكلات.

وفيما بعد، انتشرت الفكرة السائدة والتي تقول إن تناول كميات كبيرة من الكولسترول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي زيادة احتمالات حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

لكن هذه الفكرة لا توضح الكولسترول في الجسم والأشياء التي يقوم فيها داخله!

فقد تبين أن اتباع نظام غذائي فيه الكثير من الكولسترول ليس من الضروري أن يسبب ارتفاع في نسبة الكولسترول في الدم، وذلك لأن الجسم مهيأ ومصمم للتعامل بشكل جيد مع الكولسترول الذي يدخل إليه.

بمعنى آخر، يمتلك الجسم آلية خاصة تمكنه من المحافظة على حالة توازن ثابت في معدل الكولسترول، ووجود كميات كبيرة من الكولسترول في الجسم ستجعل هذا الجسم يقلل من إنتاج الكوليسترول أو استخلاصه من النظام الغذائي مم يعيد النسبة إلى حالتها الطبيعية.

الزوار شاهدوا أيضاً >> علامات الدخول في نظام الكيتو دايت

أسطورة الكوليسترول السيء والكوليسترول الجيد

ربما تكون قد سمعت في الماضي أو قرأت عن وجود أنواع مختلفة من الكولسترول مثل الكولسترول الجيد والكولسترول السيء، لكن الحقيقة هي أن كل الكوليسترول الموجود في الجسم هو كولسترول جيد.

الكولسترول هو مادة دهنية وبذلك فإنها لا يمكن أن تختلط مع الدم ذو الطبيعة المائية، وبهذا فان الكولسترول يحتاج إلى وسيط لكي ينتقل عبر الجسم إلى الأماكن التي يكون هناك حاجة للكولسترول فيها.

تعرف هذه الوسائط التي تنقل الكولسترول خلال الجسم باسم البروتينات الدهنية، ومن اسمها نستطيع أن نعلم انها تتكون من الدهون والبروتينات.

هناك خمسة أنواع من البروتينات الدهنية، ولكن للأسف يركز معظم الأطباء والعلماء على نوعين فقط، وهي البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة والتي يتم وصفها بالكولسترول السيئ، البروتينات الدهنية عالية الكثافة التي توصف بأنها الكولسترول الجيد.

ومن أجل توضيح ذلك، الكولسترول الجيد والكولسترول السيء ليسا من الكولسترول أبدًا، وهي عبارة بروتينات دهنية مهمتها نقل الكولسترول في الجسم.

ما الفرق بين البروتينات الدهنية عالية الكثافة والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة

البروتينات الدهنية عالية الكثافة أو الكولسترول الجيد كما يصفها البعض هي جزيئات يتم إنتاجها في الكبد والأمعاء وتكون كمية البروتينات فيها أكبر من الدهون، وهذا ما يجعلها ذات كثافة عالية.

تسمى البروتينات الدهنية عالية الكثافة الكولسترول الجيد لأنها تقوم بتحويل الكولسترول الذي لا يستخدمه الجسم وتنقله إلى الكبد حيث يتم إعادة إنتاجه من جديد.

لماذا نعتبر البروتينات الدهنية عالية الكثافة جيدة للجسم؟

في الحقيقة، توفر البروتينات الدهنية عالية الكثافة فوائد عديدة تقي من الالتهاب وتقوم تنظيم عمل جهاز المناعة في الجسم، كما أنها تحمي من الإصابة ببعض أنواع السرطان والسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أهم وظيفة تقوم بها البروتينات الدهنية عالية الكثافة هي إزالة جزيئات الكولسترول الضار من مجرى الدم، الذي هو عبارة بروتينات دهنية منخفضة الكثافة.

لماذا تعد البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة سيئة؟

بشكلٍ عام، تقوم جزيئات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة بإيصال المواد الغذائية وجزيئات الطاقة إلى خلايا الجسم.

لكن المشكلة الرئيسية تحدث عندما تتراكم هذه الجزيئات في مجرى الدم، هذا يجعلها عرضة للجذور الحرة مما يجعلها تتأكسد وتنهار، وهذا التأكسد والانهيار يسبب تراكمها في جدران الشرايين الدموية.

بدوره، يؤدي تراكم الجزيئات المتأكسدة والمنهارة من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة في شرايين الجسم إلى تنبيه جهاز المناعة مما يؤدي إلى تحفيز حالة التهابية تجعل خلايا الدم البيضاء تهاجم تلك الجزيئات بشكلٍ مفرط وغير طبيعي.

هذا يؤدي إلى تراكم بقايا تدعى البلاك أو اللويحات على جدران الشرايين، ما يسبب في وانسدادها، بمعنى آخر، يؤدي ارتفاع مستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة المعروفة بالكولسترول السيئ إلى زيادة خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية.

اقرأ أيضاً >> اضرار نظام الكيتو دايت على الجسم

ماذا عن الدهون الثلاثية؟

تعتبر الدهون الثلاثية أكثر الأنواع شيوعًا من الدهون في الطعام، وهي تعطي الطاقة للجسم على المدى القصير، وسنشرح لكم فيما يلي آلية عملها:

عندما يكون هناك الكثير من الكربوهيدرات في الجسم، فإنه يبدأ في حرق السكريات البسيطة بسرعة للحصول على الطاقة، بالإضافة إلى ذلك، يبدأ الجسم بإفراز هرمون الأنسولين الذي يحفز دخول السكريات إلى خلايا الجسم وتخزينها هناك.

لكن إذا كانت الخلايا غير قادرة على استيعاب هذه السكريات، سيتم تحويلها إلى دهون ثلاثية ويتم تخزينها على شكل هذه الدهون.

إذا كنت تعاني من حالة مقاومة الأنسولين، أي عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، فإن ذلك سيؤدي أيضًا إلى زيادة كمية الدهون الثلاثية المتراكمة في الجسم.

في دراسة قام بها بعض الباحثين، تبين أن تناول الكثير من السكر وشراب الذرة عالي الفركتوز يسبب زيادة معدلات الدهون الثلاثية في الجسم.

كما أن ذلك أدى إلى انخفاض عدد جزيئات البروتينات الدهنية عالية الكثافة وزيادة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، وعندما قام الباحثون بدفع الأشخاص الخاضعين للدراسة إلى تقليل كمية السكر التي يتناولونها في نظامهم الغذائي، لوحظ عكس ذلك تمامًا.

النتيجة التي توصل إليها الباحثون هي أن زيادة نسبة الدهون الثلاثية في الجسم يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى ارتفاع خطر المعاناة من السمنة أو مرض السكري من النوع الثاني.

مقالة مرتبطة بذلك >> جميع أنواع الدهون المسموحة والممنوعة في الكيتو دايت

هل الكيتو دايت يرفع الكوليسترول

بالتأكيد لا، حيث تبين أن اتباع الكيتو دايت الذي يتضمن تناول أغذية لا تحتوي على الكثير من الكربوهيدرات، وتكون غنية بأنواع جيدة ومفيدة من الدهون، وتحتوي على نسبة جيدة من البروتينات الدهنية عالية الكثافة أو الكولسترول الجيد، يمكن أن تساعد جسمك على موازنة كمية الكولسترول في الدم ضمن الحدود الطبيعية مما يمنع إصابتك بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ويقلل احتمال حدوث السكتات الدماغية أو النوبات القلبية.

أيضًا، ليس كل ارتفاع في معدلات الكولسترول تكون سيئة للجسم، فكما نعلم يمنع الكولسترول الجيد تراكم الكولسترول السيئ في الشرايين والأوعية الدموية، وهذا يعني أن زيادة الكولسترول الجيد في الدم هو عامل إيجابي بالنسبة لك.

إليك بعض المعلومات السيئة: إن 32 بالمئة من الرجال و13 بالمئة من النساء تكون كمية الكولسترول الجيد لديهم منخفضة، وبذلك فإنهم غير قادرين على مواجهة الآثار الضارة للكولسترول السيء.

مقالة مهمة أنصحك بقراءتها >> تجربتي مع كيتو دايت لمدة 3 سنوات

تحقيق توازن الكوليسترول باتباع نظام الكيتو دايت

يمكن تحقيق التوازن من خلال اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات مثل الكيتو دايت، بالرغم من أنه يتضمن تناول كميات كبيرة من الدهون.

لتوضيح ذلك، يقول الدكتور سيلفان لي وينبرج، وهو الرئيس السابق للكلية الأمريكية لأمراض القلب: “لم يعد من الممكن بتوصية أي نظام غذائي يتضمن كميات قليلة من الدهون والكثير من السكريات لعده أسباب، من أهمها زيادة احتمال التعرض لبعض المشاكل الصحية مثل البدانة ومرض السكري من النوع الثاني والاضطرابات الاستقلابية”.

وقد تبين أن اتباع حمية غذائية قليلة الكربوهيدرات مثل الرجيم الكيتوني يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في زيادة مستويات الكولسترول الجيد بشكل يمنع زيادة الوزن.

كما بينت الدراسات أن نظام الكيتو دايت مفيد في عدد من المجالات الأخرى منها:

  • زيادة حجم جزيئات البروتينات الدهنية عالية الكثافة مما يجعلها أقل عرضه للأكسدة والانهيار.
  • تحفيز الكولسترول الجيد لكي يتعامل مع الكولسترول السيء قبل أن تتم أكسدته.
  • تحسين نسبة الكولسترول الجيد مقارنة بنسبة الكولسترول السيء.
  • تحسين نسبة الكولسترول الجيد مقارنة مع كمية الدهون الثلاثية في الجسم.
  • يقلل من الدهون الثلاثية بشكلٍ عام.

بينت دراسة أن اتباع حمية غذائية قليلة الكربوهيدرات لا تسبب أي ضرر على الصحة العامة، وقد تمكن المشاركون في هذه الدراسة من خسارة الكثير من وزنهم فقط من خلال تناول الأغذية قليلة الكربوهيدرات دون أن يلاحظوا أي تغييرات خطيرة على مستويات الكولسترول الكلية في جسمهم.

في دراسة أخرى على أشخاص يعانون من السمنة، اتبع المشاركون نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمدة 24 أسبوع، وقد لوحظ انخفاض واضح في كمية الدهون الثلاثية مع انخفاض وزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم لديهم وتحسن مستويات السكر والكولسترول السيء وزيادة في معدلات الكولسترول الجيد.

نظرًا لكون الرجال معرضون أكثر لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية وتصلب الشرايين مقارنةً مع النساء، قام العلماء بفحص ومراقبة تأثير النظام الغذائي الكيتوني على الرجال الذين يعانون من السمنة، وتبين أنه بعد 12 أسبوعًا فقط، انخفض معدل الكولسترول السيئ لدى معظم الرجال بنسبة 8.9 بالمئة، وانخفض معدل الدهون الثلاثية بنسبة 38.6 بالمئة، وازداد معدل الكولسترول الجيد لديهم بنسبة 12 بالمئة، دون أن يكون هناك أي تأثيرات سلبية ضارة على الصحة نتجت عن اتباع  حمية الكيتو.

مقالة مهمة >> علاج مرض الصرع باستخدام الكيتو دايت

رجيم الكيتو لمرضى الكوليسترول

أول نصيحة أقدمها لمرضى الكوليسترول هو الحد من تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات ولا تقلق بشأن الكوليسترول بعد ذلك.

معظم المعلومات التي يسردها الأطباء والعلماء عن الكوليسترول وتأثيره على الجسم تم استخلاصها من دراسات على أشخاص يتبعون “النظام الغذائي التقليدي” والذي عادة ما يتضمن تناول كميات كبيرة من السكريات.

وفي الفترة الأخيرة، بدأ العلماء بدراسة الآثار التي تحدثها الحميات الغذائية قليلة الكربوهيدرات مثل كيتو دايت على مستويات الكوليسترول، وحتى الآن تشير معظم الدراسات المتعلقة بذلك إلى أن أرقام ومعدلات الكولسترول في الجسم تكون أفضل في حال الحمية الغذائية قليلة الكربوهيدرات، وفي المستقبل سيكون هناك المزيد والمزيد من الدراسات والأبحاث التي يجب مناقشتها.

إذا كنت تبحث عن طريقة لتقليل خطر إصابتك بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها، على سبيل المثال، يجب أن تركز على زيادة معدل الكولسترول الجيد في جسمك وتقليل معدل الكولسترول السيئ قدر الإمكان،

كما يمكن أن يفيدك إضافة المواد الغذائية التي تتضمن الدهون الصحية إلى نظامك الغذائي، ومن الخيارات الجيدة نذكر (الأفوكادو وزيت جوز الهند وزيت الزيتون). هذه الأغذية يمكن تناولها خلال اتباع الكيتو دايت وهي مفيدة للصحة بشكلٍ عام بغض النظر عن النظام الغذائي الذي تختاره لنفسك.